النزيف الأنفي

جدول المحتويات

المقدمة

النزيف الأنفي، المعروف أيضًا باسم الرُّعاف، هو نزيف يحدث في التجاويف الأنفية. ويُعدّ من الحالات الشائعة في طب الأذن والأنف والحنجرة، ويمثل أحد أكثر الطوارئ شيوعًا في هذا التخصص.
وعلى الرغم من أن النزيف الأنفي غالبًا ما يكون حميدًا، إلا أنه قد يكون شديدًا في بعض الحالات، ويتطلب تدخلًا طبيًا أو جراحيًا.

التشريح والفيزيولوجيا المرضية

يُعدّ الأنف من الأعضاء المعرضة للنزيف بسهولة، نظرًا لموقعه البارز في الوجه وغناه بالأوعية الدموية المتفرعة من الشرايين السُّباتية الداخلية والخارجية.
وهشاشة الغشاء المخاطي للأنف، مع هذا الإمداد الدموي الغزير، تفسر انتشار الرُّعاف بنسبة تصل إلى 60% من سكان العالم والمغرب، حيث يُصاب به معظم الأشخاص مرة واحدة على الأقل في حياتهم.
وتكون ذروة انتشاره بين الأطفال دون العاشرة وكبار السن بين 70 و80 عامًا.

ما هو الفرق بين الرعاف الأمامي والخلفي؟

يُقسّم الرعاف إلى نوعين رئيسيين:

الرعاف الأمامي (وهو الأكثر شيوعًا) و الرعاف الخلفي (أقل شيوعًا وأكثر خطورة).

  • الرعاف الأمامي يبدأ من مقدمة الأنف، تحديدًا في الجزء السفلي من الحاجز الأنفي، بمنطقة تُعرف باسم “ضفيرة كيسلباخ”.
    هذه المنطقة تحتوي على أوعية دموية دقيقة وضعيفة، تنزف بسهولة عند التهيج، الجفاف، أو نتيجة خدش الأنف.
    هذا النوع يمثل حوالي 90% من حالات النزيف الأنفي، ويصيب بشكل رئيسي الأطفال.
    عادةً ما يتوقف عند الضغط على الأنف، ولا يشكّل خطرًا كبيرًا ويمكن علاجه منزليًا.
  • الرعاف الخلفي ينجم عن نزيف في الأوعية الدموية العميقة في مؤخرة الأنف.
    يكون أكثر شدة من الأمامي، وقد يتسرب الدم إلى الحلق، ويصعب السيطرة عليه، وغالبًا ما يتطلب تدخلاً طبيًا متخصصًا.
    يشيع هذا النوع بين البالغين أكثر من الأطفال.

 

ما هي أسباب الرعاف في المغرب؟

تتنوع أسباب الرعاف في المغرب والعالم، وتُقسم إلى أسباب موضعية وعامة (جهازية)، وأهمها:

الأسباب الأكثر شيوعًا:

  • التعرض للهواء الجاف، الذي يسبب جفاف الغشاء المخاطي للأنف ويجعله عرضة للنزيف والعدوى.
  • خدش الأنف بالأصبع أو وجود جسم غريب داخل الأنف، ويُعدّ ذلك سببًا موضعيًا.

أسباب أقل شيوعًا:

  • التهاب الجيوب الأنفية الحاد أو المزمن.
  • التهاب الأنف التحسسي أو نزلات البرد.
  • تناول مضادات التخثر (كالهيبارين أو مضادات فيتامين ك) أو مضادات تجمّع الصفائح (كالأسبرين).
  • اضطرابات تخثر الدم مثل الهيموفيليا.
  • التعرض لمواد كيميائية مهيجة (مثل الأمونياك).
  • استنشاق الكوكايين أو شرب الكحول.
  • انحراف الحاجز الأنفي.
  • الاستعمال المفرط لبخاخات الأنف، خاصة لعلاج الحساسية.
  • إصابة أو صدمة في الأنف.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • توسع الشعيرات النزفي الوراثي.
  • مرض راندو-أوسلر (مرض وراثي نادر حميد أو خبيث في الأنف).
  • وجود ورم في الأنف, الجيوب الانفية و الحلق ما وراء الأنف, .
  • وجود سلائل أنفية (بوليب).

كيف يتم تدبير الرعاف في المغرب؟

التدخلات الأولية:

  • الضغط بالأصابع (الضغط المزدوج): يُنصح بالضغط القوي على جانبي الأنف لمدة لا تقل عن 5 دقائق، مع وضع كمادة باردة على جسر الأنف لتضييق الأوعية الدموية.
  • لكيّ: إذا تم تحديد موقع النزيف بدقة، يُمكن كيّه باستخدام نترات الفضة أو النيتروجين بعد تخدير موضعي لتقليل الألم.
  • الحشوة الأنفية (التمبوناد): إذا استمر النزيف بعد الكي أو لم يُحدّد مصدره، يتم اللجوء إلى حشوة أنفية أمامية، وفي حالات النزيف الخلفي تُستخدم حشوة خلفية باستخدام شاش أو مادة رغوية أو بالون مطاطي. عادةً ما تُزال الحشوة بعد 24 إلى 48 ساعة من قبل الطبيب المختص.

تدبير ضغط الدم المرتفع

يُعدّ ارتفاع ضغط الدم عاملًا مسببًا للرعاف. لذلك، يجب قياس الضغط أثناء نوبة النزيف الحادة، ومعالجته طبيًا لتقصير مدة النزيف.
كما يُنصح بتقييم الحالة القلبية الوعائية بعد استقرار الحالة.

حالات خاصة

  • توسع الشعيرات النزفي الوراثي (THH):يجب تقييم المرضى الذين يعانون من رعاف متكرر ومتناظر ولديهم تاريخ عائلي، لاحتمال إصابتهم بهذا المرض الوراثي النادر.
  • المرضى الذين يتناولون مميعات الدم:هؤلاء معرضون أكثر للنزيف، لذا يُفضّل استخدام مضيقات الأوعية الموضعية والكي الدقيق في العلاج.

التدخلات المتقدمة

عند فشل التدخلات الأولية، تُستخدم وسائل أكثر تخصصًا مثل:

  • ربط الشريان الوتدي الحنكي بالتنظير، وهي عملية تُستخدم في حالات الرعاف المقاوم للعلاج.
  • الانصمام الوعائي الداخلي (Embolisation): وهي تقنية تُجرى عن طريق الأشعة التدخلية وتُخصص للحالات الشديدة فقط.

الخاتمة

الرعاف هو حالة شائعة في طب الأنف والأذن والحنجرة. في الغالب يكون بسيطًا، لكنه قد يكون خطيرًا أحيانًا، ويتطلب تدبيرًا سريعًا وفعالًا لتفادي المضاعفات.
تُبرز التوصيات الحديثة أهمية التقييم الدقيق، والعلاج المناسب، والمراقبة الجيدة، خاصة لدى المرضى الذين يعانون من عوامل خطر أو أمراض مرافقة.

يمكن علاج معظم حالات نزيف الأنف في المنزل، ولكن يجب مراجعة الطبيب في حال وجود أعراض متكررة أو شديدة قد تشير إلى مشكلة صحية خطيرة.

النزيف الأنفي

المقدمة النزيف الأنفي، المعروف أيضًا باسم الرُّعاف، هو نزيف يحدث في التجاويف الأنفية. ويُعدّ من الحالات الشائعة في طب الأذن والأنف والحنجرة، ويمثل أحد أكثر الطوارئ شيوعًا في هذا التخصص. وعلى الرغم من أن النزيف الأنفي غالبًا ما يكون حميدًا، إلا أنه قد يكون شديدًا في بعض الحالات، ويتطلب تدخلًا ...

إعادة التأهيل الدهليزي: دمجه في معالجة اضطرابات التوازن ضمن اختصاص الأنف والأذن والحنجرة

المقدّمة تُعدّ الدوخة واضطرابات التوازن من الأسباب الشائعة لزيارة طبيب الأنف والأذن والحنجرة. وتتراوح الأعراض من دوار دوراني حاد إلى عدم استقرار مزمن. يمكن للعلاج الدوائي أن يخفف من الأعراض في المرحلة الحادة، لكنه لا يكفي وحده لتحقيق شفاء وظيفي كامل. وهنا تأتي أهمية إعادة التأهيل الدهليزي. ما هي إعادة ...

تصلب الأذن الأوتوسبونجوز

مقدمة تصلب الأذن هو مرض يصيب الأذن، وأسبابه تزال غير مفهومة بشكل كامل. يصيب هذا المرض بشكل أساسي البالغين الشباب، مع انتشار أكبر لدى النساء، وقد يتطور إلى صمم تدريجي يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة. ورغم أن تشخيصه بسيط، إلا أن اكتشافه المبكر مهم جدًا لأنه يمكن أن يستفيد ...