مقدمة
تصلب الأذن هو مرض يصيب الأذن، وأسبابه تزال غير مفهومة بشكل كامل. يصيب هذا المرض بشكل أساسي البالغين الشباب، مع انتشار أكبر لدى النساء، وقد يتطور إلى صمم تدريجي يؤثر بشكل كبير على جودة الحياة. ورغم أن تشخيصه بسيط، إلا أن اكتشافه المبكر مهم جدًا لأنه يمكن أن يستفيد من علاج جراحي تكون نتائجه غالبًا مبهرة. إدارة هذا المرض محددة جيدًا في طب الأنف والأذن والحنجرة.
انتشار المرض
تتراوح نسبة انتشار التهاب الأذن الإسفنجي عالميًا بين 0.1% و2% حسب الدراسات. يمكن أن يكون أحادي الجانب، لكنه غالبًا ما يصيب الأذنين معًا (في 50 إلى 75% من الحالات). يظهر المرض عادة في الفئة العمرية بين 20 و40 عامًا، ونادرًا ما يُلاحظ في الأطفال أو كبار السن.
يصيب النساء بمعدل ضعف الرجال، ما يشير إلى دور محتمل للعوامل الهرمونية. في بعض الحالات، يظهر المرض أو يتفاقم أثناء الحمل أو بعده.
ما هو تصلب الأذن؟
“تَصَلُّب الأذن” هو مرض عظمي يؤثر على الأذن الوسطى، ويتّسم بتكوُّن بؤر إسفنجية غير طبيعية تؤدي إلى تآكل العظم، خاصة حول عظمة “الركاب”، وهي أصغر عظيمات الأذن الوسطى، مما يعيق عملية السمع الطبيعية.
عادةً ما تمر الذبذبات الصوتية عبر قناة الأذن، فتهتز طبلة الأذن وتنقل هذه الاهتزازات عبر العظيمات الثلاث (المطرقة، السندان، الركاب) نحو الأذن الداخلية، حيث يتم تحويلها إلى إشارات عصبية تصل إلى الدماغ.
في حالة التهاب الأذن الإسفنجي، تؤدي البؤر الإسفنجية إلى تثبيت عظمة الركاب في النافذة البيضاوية (ما يسمى التصلب أو “الانكليوز”)، مما يعيق حركتها ويمنع انتقال الصوت، ويؤدي إلى ضعف سمع تدريجي غالبًا ما يكون ثنائي الجانب. قد يمتد المرض ليصيب القوقعة، مسببًا صممًا مختلطًا أو عصبيًا، وتُعرف هذه الحالة باسم “تصلب الأذن الداخلي”.
أسباب تصلب الأذن
يُعتقد أن المرض ذو أصل وراثي، لكن لم يتم تحديد الجين المسؤول عنه بشكل قاطع. غالبًا ما يُلاحظ وجود حالات مماثلة في العائلة. كما توجد حالات فردية (عشوائية) دون تاريخ عائلي.
من العوامل المحتملة الأخرى:
- العدوى الفيروسية (خصوصًا الحصبة).
- أمراض مناعية ذاتية.
- العوامل العرقية والجغرافية (تختلف نسبة الانتشار حسب المناطق، وقد يكون للفلور في مياه الشرب دور).
أعراض المرض
- ضعف السمع: العرض الرئيسي، يبدأ تدريجيًا ويؤثر أولًا على الترددات المنخفضة، وقد يتفاقم ليشمل الترددات العالية.
- الطنين (60-80% من الحالات): سماع أصوات داخلية كأزيز أو صفير، قد تكون مستمرة أو متقطعة.
- الدوخة أو اضطرابات التوازن: أقل شيوعًا، لكنها تشير إلى إصابة الأذن الداخلية.
- التعب: ليس عرضًا مباشرًا، ولكن الجهد المطلوب لسماع الأصوات وفهم الكلام قد يؤدي إلى إجهاد جسدي ونفسي.
كيف يتم تشخيص المرض؟
- الفحص السريري: باستخدام منظار الأذن، للتأكد من سلامة طبلة الأذن.
- الاختبارات السمعية:
- ميزان السمع النغمي يظهر صممًا توصيليًا، خاصة في الترددات المنخفضة.
- ميزان السمع بالكلام يُظهر فهم جيد للكلام رغم ضعف السمع.
- التمبانوغرام: عادي، مع غياب رد الفعل الركابي بسبب تثبيت عظمة الركاب.
- الفحص بالأشعة المقطعية لعظام الجمجمة يمكن أن تكشف البؤر الإسفنجية، لكنها ليست ضرورية في كل الحالات
ما هو علاج تصلب الأذن؟
- لا يوجد علاج دوائي شافٍ. بعض الأدوية مثل الفلور أو البيسفوسفونات قد تساعد في حالات محددة لكنها غير فعالة بشكل مؤكد.
- العلاج الرئيسي هو الجراحة، عندما تصبح مشكلة السمع مزعجة. يتم استبدال الركاب المثبت بمِشبَك اصطناعي يوصل الصوت من جديد للأذن الداخلية.
- نسبة النجاح تتجاوز 90%، لكن هناك خطر ضئيل لفشل العملية أو فقدان سمع عصبي بعد الجراحة.
الجراحة
- تُجرى تحت تخدير عام أو موضعي.
- يتم الوصول إلى الأذن عبر القناة السمعية دون جرح خارجي غالبًا.
- تُستخدم تقنيات مثل استئصال الركاب بالليزر (Stapédectomie أو Stapédotomie).
- تُوضع ضمادة داخل الأذن لمدة 10-15 يومًا، مما قد يسبب شعورًا بانسداد الأذن مؤقتًا.
فترة التعافي والعناية بعد الجراحة
- الخروج من المستشفى في نفس اليوم أو في اليوم التالي.
- آلام خفيفة، تختفي خلال أسبوع تقريبًا.
- تُستخدم قطرات للأذن، مع راحة منزلية وعطلة مرضية لمدة 10 أيام.
- يُمنع ممارسة الرياضة، السباحة، أو السفر بالطائرة خلال الأسابيع الأولى بعد العملية.
المضاعفات المحتملة
- تغيرات في حاسة التذوق مؤقتة.
- طنين الأذن.
- دوار وغثيان مؤقت.
- تندب أو ثقب في الطبلة.
- شلل وجهي نادر جدًا.
- عدم تحسن السمع أو تحسن طفيف.
- كل هذه المخاطر تُشرح للمريض مسبقًا من قبل الجراح المختص.
الأجهزة السمعية
تُعد بديلاً للجراحة إذا كانت غير ممكنة أو مرفوضة. يمكن أيضًا استخدامها كمكمل في بعض الحالات.
الخاتمة
تصلب الأذن هو مرض شائع لدى البالغين الشباب، يسبب صممًا تدريجيًا يؤثر على الحياة اليومية. تشخيصه يعتمد على الفحص السريري والفحوصات السمعية والتصوير. الجراحة هي العلاج الأفضل، بنتائج ممتازة، والمراقبة السمعية طويلة الأمد ضرورية لتفادي المضاعفات.
الملخص
تصلب الأذن هو اضطراب عظمي في محفظة الأذن، يتميز بإعادة تشكيل غير طبيعية للعظم، خاصة حول قاعدة الركاب، ويعد سببًا شائعًا للصمم التوصيلي لدى الشباب. أصوله وراثية على الأرجح. التشخيص سريري ويعتمد على الفحوصات والخيال الشعاعي. العلاج الأساسي جراحي ويحقق نتائج جيدة جدًا