على الأقل طفل واحد من كل 800 يولد بمشكلة صمم خطيرة. لا يمكن لأحد أن يقدر بدقة عدد الأطفال في المغرب الذين يعانون من فقدان السمع الشديد، حيث أن مضاعفات العدوى المزمنة القابلة للتجنب في الأذن الوسطى قد تؤثر بشكل دائم على قدرتهم على التواصل والتعلم. ومع ذلك، غالبًا ما يتم اكتشافها بعد عيد الميلاد الأول. قد يفوت الوالدان والطبيب ملاحظة الصمم إذا لم يتم إجراء فحص عند الولادة، ومن هنا تأتي أهمية التشخيص المبكر.
“التشخيص المبكر مهم لتجنب العواقب الضارة على قدرات الطفل في التواصل.”
النقاش الذي جرى بمناسبة هذه المائدة المستديرة شارك فيه العديد من المتدخلين: أخصائيو النطق، أطباء الأطفال، أخصائيو السمع، وكذلك علماء النفس الذين ركزوا على الأسئلة التالية: أنواع الصمم، درجات الصمم، الأسباب وكذلك نوع الجهاز المناسب.
العلامات التي يمكن أن تنبه الوالدين
للأسف، في المغرب، “التشخيص ليس منهجيًا في الولادة” كما توضح السيدة سناء فاسي الفهري، المسؤولة عن قسم أخصائي النطق في الجامعة الدولية في الدار البيضاء. لكن بعض العلامات قد تنبه الوالدين:
- غياب رد فعل الرضيع تجاه الأصوات أو الصوت.
- توقف الطفل عن الهمهمة بعد ستة أشهر (حتى ستة أشهر، يتحدث الطفل الأصم مثل الآخرين، ولكن عندما يُحرم من متعة سماع نفسه، يتوقف).
- يلاحظ الوالدان أن الطفل صعب، خائف، وأحيانًا لا يُحتمل.
- يعاني الطفل من تأخر في اللغة وفي التفاعل الاجتماعي. قد يعاني الطفل أيضًا من تأخر نفسي حركي، مثل تأخر في السيطرة على الرأس أو تأخر في الجلوس والمشي.
النوعان الرئيسيان من الصمم عند الأطفال
تسمح الفحوصات بالكشف عن نوعين من الصمم: صمم التوصيل وصمم الإدراك.
- صمم التوصيل ناتج عن إصابات في الأذن الوسطى و/أو الخارجية. وهو الأكثر شيوعًا ويمكن أن يكون ناتجًا عن إصابات في الأذن الخارجية أو الوسطى، انسداد في القناة السمعية الخارجية، أو التهابات الأذن المزمنة.
- صمم الإدراك ناتج عن إصابة في الأذن الداخلية (القوقعة) أو العصب السمعي. يحدث عادة فجأة نتيجة إصابات قوقعية خطيرة، التهابات فيروسية، أو أمراض وعائية في القوقعة.
أحيانًا، يجتمع النوعان معًا فيما يُعرف بالصمم المختلط.
الأسباب وعواقب الصمم
أول سؤال يطرحه الوالدان: “لماذا طفلي أصم؟” ويمكن أن تكون الأسباب متعددة:
- الأسباب الخلقية: قد تؤدي إلى صمم موجود عند الولادة أو مكتسب بعد الولادة بقليل. وفقًا للدكتورة عفاف رفاس، فإن ثلاثة أرباع حالات صمم الإدراك تكون وراثية.
- الأسباب المكتسبة: قد تسبب فقدان السمع في أي عمر، بسبب الأمراض المعدية (مثل التهاب السحايا، الحصبة، والنكاف)، أو التهابات الأذن المزمنة، أو إصابة الرأس، أو جرح في الأذن.